روبوتات الذكاء الاصطناعي تهدد محركات البحث التقليدية
تعتبر روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي واحدة من أبرز التقنيات التي تعيش طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، ما يفتح تساؤلات حول تأثيرها على محركات البحث التقليدية مثل غوغل، التي هيمنت على سوق الإنترنت لأكثر من عقدين. ومع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خصوصا في مجال معالجة اللغة الطبيعية، بدأت هذه الروبوتات في تحدي محركات البحث المعتادة من خلال تقديم حلول أسرع وأكثر تخصيصا للمستخدمين.
في الماضي، كان يعتمد على محرك البحث غوغل للتحقق من المعلومات، لكنه الآن يفضل استخدام روبوت دردشة يُدعى “بيربليكسيتي”، وفقًا لوكالة أنباء بلومبيرغ. يُفضل بيرمان، الذي أسس شركة تقنية ناشئة تُسمى “سونار” تعمل في إدارة الرسائل النصية، تطبيق “بيربليكسيتي” لأنه يقدم إجابات مختصرة ومباشرة بدلاً من تقديم قائمة من الروابط، رغم أن الإجابات تتضمن روابط للمصادر. بيرمان يعتقد أن استخدام هذه الأدوات يساعد في توفير الوقت، ويقدر أن أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد قللت من استخدامه لمحرك البحث غوغل بأكثر من 90%. وقال إنه كان يضيع وقتًا طويلًا في البحث على غوغل والتنقل بين الروابط، ويشعر بالإحباط عندما لا يجد ما يبحث عنه بسرعة، بينما توجد فرصة أكبر للحصول على الإجابة المطلوبة من المحاولة الأولى باستخدام “بيربليكسيتي” أو “تشات جي بي تي”. رغم أن عدد مستخدمي روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا يزال محدودًا مقارنة بمستخدمي محركات البحث التقليدية، فإن “بيربليكسيتي” أعلنت في مارس عن وصول عدد مستخدميها إلى 15 مليونًا، بينما يُقدّر عدد مستخدمي غوغل بالمليارات. إلا أن المستخدمين الأوائل في هذه التكنولوجيا يمهدون الطريق للتوجهات المستقبلية ويساهمون في تحديد سلوكيات الاستخدام، مما يؤثر في تصميم الشركات لمنتجاتها. قد يفسر هذا سبب تركيز الشركات الكبرى مثل ألفابيت (الشركة الأم لغوغل) ومايكروسوفت على تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، حيث تواجه الإنترنت تحولات حاسمة في ظل تحول البحث عبر محرك غوغل إلى نشاط أقل شيوعًا، في وقت أسست فيه العديد من المواقع الإلكترونية والشركات نماذج أعمالها على أساس محركات البحث.