أميركا وإيران: التفاوض وإحراق الأتباع

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات متسارعة تقودها الولايات المتحدة بالتنسيق مع قوى دولية وإقليمية، تهدف إلى إعادة رسم خارطة النفوذ السياسي والأمني، وعلى رأسها تفكيك ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، الذي تقوده إيران عبر أذرعها في لبنان وفلسطين واليمن والعراق.
تؤكد التطورات الميدانية تراجع نفوذ “حزب الله” في لبنان، وتضييق الخناق على “حماس” في غزة، بالتوازي مع ضربات جوية أميركية متواصلة تستهدف ميليشيا الحوثي في اليمن. وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية أميركية جديدة، تختلف عن نهج إدارة أوباما، التي اتُّهمت بمنح إيران امتيازات واسعة من خلال الاتفاق النووي.
في المقابل، تبنّت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب سياسة أكثر حزماً، تمثلت في إلغاء الاتفاق النووي، وتكثيف الضغط العسكري والسياسي على طهران ووكلائها في المنطقة. ويُعتقد أن هذه المقاربة أجبرت “محور المقاومة” على التراجع وإعادة الحسابات، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة قد تطيح ببنيته الممتدة منذ عقود.
في هذا السياق، تواصل دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، الدفع نحو التهدئة والاستقرار الإقليمي، من خلال مبادرات دبلوماسية مثل اتفاق بكين مع إيران، ودعم مسارات السلام في سوريا واليمن ولبنان، والسعي نحو تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.