السياحة بشكل عام ، هي السفر لأغراض الترفيه وإكتشاف بلدان و مجتمعات أخرى غير بلدك الأم، وهي مدخل للتبادل الثقافي والتمازج بين الشعوب، وقد درج الناس على إعتبار السياحة نشاط صيفي إرتبط بإجازة الصيف للطلاب ومعظم العاملين، حيث يتسنى للعوائل إصطحاب أطفالهم والحصول على رحلة لكسر رتابة الحياة اليومية.
لكن هل سمعتم بالسياحة الشتوية؟!… يمكنك التخمين من الأسم أنها رحلات تتم في فصل الشتاء لبلدان يتجسد فيها هذا الفصل بكل تفاصيله المميزة من برد وثلوج وأجواء ممطرة، ويمكن هناك الإستمتاع بكل الأنشطة الشتوية مثل ( ركوب الزلاجات، هوكي الجليد، زيارة القرى الجبلية والتمتع بمنظر الثلوج المتراكمة، التلذذ بالمشروبات الساخنة قرب المواقد المشتعلة، التزلج على الجليد) وغيرها من المزايا المرتبطة بالمناطق ذات الطقس المثلج البارد حيث تتحول فيها الجبال إلى ملاذ للمغامرين ومحبي الرياضات الشتوية.
ولا يخفى علينا، أن الذهاب إلى أماكن باردة للسياحة يحتاج إلى إستعدادات خاصة مثل، إختيار الملابس المناسبة للطقس، التركيز على شرب الماء لترطيب الجسم حيث يعاني معظم الناس من حالات الجفاف الداخلي في الجو البارد خلافا للمتوقع، تناول أغذية تساعد على رفع مناعة الجسم ومقاومة البرد،، الإستعداد النفسي للتغير المناخي وتوقع مواجهة بعض الأمور المزعجة في السياحة الشتوية مثل العواصف والأمطار الكثيفة وإعتبارها جزء من الرحلة وتجاربها.
وفي حال السفر وسيلة نقل بري، يجب التأكد من حالة المركبة وتجهيزها بوسائل الأمان التي تحميك من الإنزلاق بسبب الأمطار أو تكون الجليد. وكعراقيين فإن أقرب وجهة للإستمتاع بالسياحة الشتوية هي مدينة اولوداغ أو آبانت في تركيا ، كما بدأت بعض العوائل بالتوجه إلى مدينة السليمانية في كردستان العراق لأنها تزدان بالثلوج والمناظر الخلابة كل شتاء .
أما الوجهات المعروفة والمميزة عالميا للسياحة الشتوية فهي، سويسرا، وفينا، السويد وكندا وأغلب الدول الأوربية ذات الطبيعة الجبلية والطقس البارد.
ولكن المفارقة هي أن سكان هذه البلاد، يهربون في الشتاء لتجربة السياحة في بلدان حارة وشواطئ دافئة،و الذهاب في رحلات السفاري في الصحراء، مفضلين التجول في الشمس بينما يرتدي الآخرون المعاطف الثقيلة ويحتسون المشروبات الساخنة…
بكل الأحوال، تبقى السياحة في الشتاء هي فرصة للإستمتاع بأفضل ما تقدمه البلاد، بعيدا عن إزدحامات الصيف المعهودة .