سقوط عرش الأسد: نهاية حكم العائلة التي سيطرت على سوريا لأكثر من نصف قرن

سوريا تطوي اليوم صفحة حكم عائلة الأسد التي استمرت أكثر من نصف قرن، مع إعلان هروب بشار الأسد إلى وجهة غير معلومة، في حدث غير مسبوق يضع حدًا لحقبة استمرت 53 عامًا و9 أشهر و18 يومًا، منذ أن تولى حافظ الأسد الحكم في 22 فبراير 1971 وحتى سقوط نظام بشار الأسد فجر اليوم الأحد، 8 ديسمبر 2024.

تعود أصول عائلة الأسد إلى بلدة القرداحة في محافظة اللاذقية، وينتمون إلى عشيرة الكلبية. واسم “الأسد” لم يكن الاسم الأصلي للعائلة، بل اعتمده علي سليمان، والد حافظ الأسد، عام 1927. ومعه بدأت العائلة في بناء نفوذها السياسي والاجتماعي، الذي بلغ ذروته بتولي حافظ الأسد رئاسة سوريا بعد انقلاب الحركة التصحيحية، ليؤسس نظامًا استبداديًا استمر لعقود.

بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، تولى ابنه بشار السلطة، وواجه تحديات كبرى مع اندلاع الحرب الأهلية في 2011. ورغم محاولاته الحفاظ على الحكم عبر القمع والدعم الخارجي، لم يتمكن من تجاوز التصدعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أنهكت نظامه تدريجيًا، حتى انتهى اليوم بهروبه المفاجئ، واضعًا نهاية لواحدة من أطول الفترات الزمنية التي حكمت فيها عائلة واحدة دولة في العصر الحديث.

بهذا الحدث التاريخي، تدخل سوريا مرحلة جديدة ومليئة بالتحديات، حيث يبقى السؤال الأبرز حول مستقبل البلاد وإمكانية تحقيق الاستقرار بعد عقود من الحكم الاستبدادي الذي ترك وراءه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة.

Exit mobile version